سورة الصافات - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الصافات)


        


{وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} قال قتادة: هم الملائكة صفوا أقدامهم. وقال الكلبي: صفوف الملائكة في السماء للعبادة كصفوف الناس في الأرض.
{وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} أي: المصلون المنزهون الله عن السوء، يخبر جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يعبدون الله بالصلاة والتسبيح، وأنهم ليسوا بمعبودين، كما زعمت الكفار، ثم أعاد الكلام إلى الإخبار عن المشركين فقال: {وَإِنْ كَانُوا} وقد كانوا يعني: أهل مكة، {لَيَقُولُونَ} لام التأكيد.
{لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الأوَّلِينَ} أي: كتابًا مثل كتاب الأولين.
{لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ فَكَفَرُوا بِهِ} أي: فلما أتاهم ذلك الكتاب كفروا به، {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} هذا تهديد لهم.
{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ} وهي قوله: {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي} [المجادلة- 21].
{إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} أي: حزب الله لهم الغلبة بالحجة والنصرة في العاقبة.


{فَتَوَلّ} أعرض {عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ} قال ابن عباس: يعني الموت. وقال مجاهد: يوم بدر. وقال السدي: حتى نأمرك بالقتال. وقيل: إلى أن يأتيهم عذاب الله، قال مقاتل بن حيان: نسختها آية القتال.
{وَأَبْصِرْهُمْ} إذا نزل بهم العذاب {فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ} ذلك فقالوا: متى هذا العذاب؟
قال الله عز وجل: {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ * فَإِذَا نزلَ} يعني: العذاب {بِسَاحَتِهِمْ} قال مقاتل: بحضرتهم. وقيل: بفنائهم. قال الفراء: العرب تكتفي بذكر الساحة عن القوم، {فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ} فبئس صباح الكافرين الذين أنذروا بالعذاب.
أخبرنا أبو الحسن السرخسي، أخبرنا زاهر بن أحمد، أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي، أخبرنا أبو مصعب، أخبرنا مالك، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى خيبر، أتاها ليلا وكان إذا جاء قومًا بليل لم يغز حتى يصبح، قال: فلما أصبح خرجت يهود خيبر بمساحيها ومكاتلها، فلما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: محمد، والله، محمد والخميس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين».
ثم كرر ما ذكرنا تأكيدًا لوعيد العذاب فقال: {وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ * وَأَبْصِرْ} العذاب إذا نزل بهم، {فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ}. ثم نزه نفسه فقال: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّة} الغلبة والقوة، {عَمَّا يَصِفُونَ} من اتخاذ الصاحبة والأولاد.
{وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ} الذين بلغوا عن الله التوحيد والشرائع.
{وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} على هلاك الأعداء ونصرة الأنبياء عليهم السلام.
أخبرنا أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي، أخبرني ابن فنجويه، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا إبراهيم بن سهلويه، حدثنا علي بن محمد الطنافسي، حدثنا وكيع، عن ثابت بن أبي صفية، عن أصبغ بن نبانة، عن علي قال: «من أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة، فليكن آخر كلامه من مجلسه: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين}».

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9